حين يدلف الزائر إلى مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين تستقبله النقاط الأمنية بمتوالية حسابية على مشارف المدينة وفي مداخلها من كل اتجاه، لكنها على كثرتها لا تغني من الأمر شيئاً. ويستمر مسلسل الانفلات الأمني ثابتة رغم أنف هذه النقاط التي لا تجيد إلا اطلاق مزيد من الأعيرة النارية في الهواء مع كل حادثة هجوم على إحدى تلك النقاط، وكأنها تدافع عن نفسها وتترك زميلتها الأخرى تواجه مصيرها بنفسها وهذا هو سر فشل المواجهة مع الجماعات المسلحة، وكل ما أفلحت فيه هذه النقاط أنهم يجيدون الممارسات السيئة بحق المواطنين المارين بتلك النقاط تارة بالابتزاز وأخرى بالاضطهاد كما حصل في نقطة حسان وغيرها من ضرب للمواطنين والتعدي على حرياتهم.
هذه السلوكيات وغيرها المنضبطة تجاه المواطنين أحدثت فجوة كبيرة بين الطرفين فأصبح المواطن لا يطيق هذه المظاهر وبالتالي لا يتعاون معهم في الحوادث الأمنية وبهذه الطريقة فقدت الثقة فسهل فقدانها للعابثين بالأمن العام ووجدت الجماعات الخارجة عن القانون بغيتها فضربت ضرباتها وأفلتت من العقاب.
حقيقة القاعدة في أبين
يحلو للسلطة كثيراً أن تتهم الحراك الجنوبي بأنه على علاقة بتنظيم القاعدة ويحلو للمعارضة أن تسخر من السلطة على ذلك التوصيف لأنه حسب رأي المعارضة يضع المتناقضين في السلطة في سلة واحدة ويحلو للحراك الجنوبي أن ينفي بشدة علاقته بالقاعدة مستنداً إلى التناقض الصارخ بين عقيدتي الاتجاهين ويتهم الحراك تنظيم القاعدة بأنه من صنع السلطةة،ولكن المؤشرات والقرائن الكبيرة جاءت لتدل على عكس هذه الاتهامات تماماً أو أنها تأخذ من كل تيار بطرف.. كيف ذلك؟
الحقيقة أن القاعدة عبارة عن فكر وليس تنظيم فيهم شباب أستخرجوا من الانترنت كل أطروحات القاعدة وشكلوا من أنفسهم مجموعات حين أقتنعوا بتلك الأطروحات واعتبروا أن ذلك هو الطريق الحقيقي إلى الجنة وهم – في الغالب- شباب حديث السن ليس لهم تجربة عملية ولا معرفة علمية دقيقة تجعلهم يميزون بين النافع والضار ونتيجة لحداثة سنهم فقد أستطاع الموجهون إقناعهم بسهولة تحت عناوين ويافطات كبيرة ولكنها جوفاء مثل: من والى الكفار فهوو كافر فأصبح الجنود كفارا في نظرهم لكن ذلك الشحن الفكر الديماغوجي الذي يتلقونه على أيدي شيوخ تحوم حولهم الشبهات هو السبب في تعصبهم لهذا الفهم وتدل القرائن على أن قادتهم في الغالب هم رجال لهم صلة ما بجهات متنفذة في الدولة وهي من تستخدمهم عن بعد وتوظف نشاطهم لصالح أجندة خاصة، وهذا ما جعلهم دائما ينتصرون في معراكهم فيقتل الجنود وهم يسلمون من القتل أو الأسر.
وحسب مصادر محلية في أبين فإن الدولة ليست عاجزة عن إنهاء نشاط قاعدي تماما ولا الحد منه ولكنها لا ترغب في ذلك لأنها قادرة على توظيف نشاطهم في خدمة صراعاتها البينية ومع الآخرين من جهة وكذلك استدرار الأموال من الخارج تحت مبرر الحرب على الإرهاب.
والحقيقة أن بين القاعدة – وخاصة في أبين- والحراك الجنوبي نوع من التعاون يدعم اتهام السلطة لهم حيث أن من مؤشرات ذلك هروب أعضاء القاعدة الذين أصيبوا في معركة جعار منتصف نوفمبر الماضي إلى مناطق يافع وتم معالجة جراحهم في مستشفيات رصد كما ساندوهم في المعركة وفكوا عليهم الحصار الذي قاده أحمد الرهوي مدير عام مديرية خنفر وكاد أن يطيح برؤوس القاعدة الكبار وهم نائمون في إحدى عمارات مدينة جعار ولكن بمساندة الحراك أستطاعوا فك الحصار والهروب بجرحاهم إلى يافع، ومكثوا شهراً في يافع ثم عادوا إلى جعار واستأجروا منزلاً في حافة “قدر الله” ونفذوا هجومين أحدهما أستهدف نائب مدير الأمن السياسي ونجا منه والثاني فجر يوم 17/12/2010م أستهدف نقطة أمنية في ضاحية زنجبار وقتل جنديين ودمرت عربة وأصيب جنديان آخران.
جعاراستان.. وكر المحششين
مدينة جعار بمحافظة أبين تعد من أكبر الحواضر المدنية في المحافظة وتعداد سكانها يفوق المائة ألف نسمة لكنها ابتليت بمصائب عديدة فمنذ عام 2008م وهي تموج بالمشاكل والإشكالات بدءا بصراعات البلاطجة من العصابات التي سميت مرورا بالمحششين من عصابات أخرى وكثير من هذه العصابات ترتبط بأجهزة أمنية في السلطة وتقوم بالقتل لمجرد الشبهة للناس، وتقوم بنهب الإدارات وتدمير المباني الحكومية ونهب محتوياتها وأخيرا بأنشاء فرع القاعدة في المدينة التي اتخذها اعضاؤه وكراً ينطلقون منه إلى زنجبار ولودر ومودية لتنفيذ عملياتهم الفردية والجماعية وجعلوا القوى العسكرية في موقع المدافع دائما مما زاد هذه الجماعات جرأة وتحدياً للقوى العسكرية على ضخامتها رغم الحملات العسكرية بقيادة وزير الدفاع إلا أنها لم تغير من الأمر شيئاً وأصبحت تلك الحملات العسكرية مجرد مسرحيات لنهب الخزينة العامة للدولة فيما يسمى بالمجهود الحربي وما زالت الجماعات المسلحة تنعم بحرية التجوال في مدن وقرى المحافظة ناهيك عن سلامة أفرادها من القتل رغم إثخانهم الشديد في القوى العسكرية.
أسئلة بحاجة إلى إجابات!!
جردت حملة عسكرية الشهر الفائت أستهدفت لودر لمواجهة القاعدة التي قتلت مجموعة من الجنود ودمرت عربات عسكرية وكانت الحملة بقيادة وزير الدفاع وخلال شهر مكث الجند حوالي مدينة لودر ولم يجرؤوا على دخولها حتى أنسحب القاعديون منها.. ما سر هذا الإحجام والخوم من الإقدام؟
مر حدث خليجي20 دون أي حوادث وهدأت تماماً القاعدة حتى أنتهت الزفة ثم عادت حليمة لعادتها القديمة ما السر في ذلك؟
يتواجد عناصر القاعدة في مدن رئيسية في أبين ويستأجرون بيوت ليتجمعوا فيها ولديهم سيارات وأسلحة ويعدون أنفسهم بالراحة حتى يحددوا الهدف القادم فيضربوا ضربتهم ويعودوا إلى قواعدهم سالمين ولا يجرؤ الأمن على تتبعهم، ما السر يا ترى؟
من أين لهم كل هذه الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر؟
يشاع في أبين أن متنفذين في السلطة لديهم” زرارين” أحدهما أحمر والآخر أخضر وعند الضغط على الزر الأخضر تتوقف الهجمات وعند الضغط على الأحمر تبدأ والدليل خليجي 20.. هل هذا صحيح؟
ضربت نقطة باشحارة ناحية زنجبار واستمر الاشتباك لمدة ربع ساعة ولم تتحرك ثلاث نقاط بينها أمتار من النقطة المستهدفة لتطويق المهاجمين ونفذوا فعلتهم وذهبوا بالراحة.. ما الحكمة من ذلك؟*
نقلا عن صحيفة الأهالي